Sunday, January 13, 2008

زوجة بنت اصول

كانت حياتي تمشي بصورة روتينية فما حدث اليوم هونفسه ماحدث امس هو نفسه ما سيحدث غدا
استيقظ كل يوم الساعة السادسة صباحا اوقظ زوجي ثم اعد طعام الأفطار ثم ننزل للذهاب إلي العمل
اعود انا حوالي الساعة الرابعة ارتب البيت واطبخ الطعام وانتظره حتي يأتي بعد المغرب فيرمي متعلقاته كل جزء في ناحية وامشي انا وراءه ألملم ما يرميه واضعه مكانه ثم يدخل ليغتسل واذهب لأعد الغداء وبعد ذلك اقوم بغسل الصحون ويذهب هو للأنتريه ليشاهد التلفزيون لأسمع صوته وهو ينادي علي بطريقة مفزعة
- يا منال
فأترك ما في يدي واخرج فزعة ظنة ان مكروها حدث
ليكلمني وهو يضع ساقا فوق الأخري
- ممكن لو سمحتي تناوليني الريموت
يتملكني الغضب اشعر انني اريد ان اطبق في رقبته فيحدثني بكل برود
- سوري اصل جاي من الشغل تعبان
اناوله الريموت وانا يكاد الغيظ ان يقتلني لا يمنعني منه سوى تذكر كلمة امي (ان الست الأصيلة لابد ان تطيع زوجها ولوطلب منها عينيها تعطيها له عن طيب خاطر) – والغريب انه كان كل يوم ينادي عليا بنفس الطريقة واخرج انابنفس الفزعة ولم يخطر علي بالي يوم ألا اهتم بالخروج كل يوم اقول لنفسي لن اخرج وكل يوم اجد نفسي اهرول إليه عندما ينادي
بعد ان انتهي من غسل الاطباق اعود إليه لأجده ذهب إلي حجرة النوم واصبح مستغرقا فيه احاول ان اوقظه إلا ان كل محاولاتي تذهب هباء فأقوم وانا مغتاظة اشاهد التلفزيون متململة .. اقلب في القنوات بلا اي هدف واخيرا اذهب لأضع جسدي بجوار زوجي اتسأل في حيرة كيف يأتيه النوم بكل سهولة وهوالذي يستمتع بكل هذه الرفاهية وانا رغم كل المجهود الذي ابذله لا يأتيني النوم إلا بعد عناء وبعد ان يأتيني النوم وابدأ في الشعور بلذته اجد يدا توقظني في الثانية او الثالثة فجرا
- منال انا جعان قومي حضري العشاء
ارد وانا احاول السيطرةعلي اعصابي
- ما الأكل عندك في التلاجة قومي حضر لنفسك
- يا شيخة حرام عليكي هو انا مش جوزك بردة
اقوم وانافي قمة غضبي
- حاضر حاضر ماهو التعب مكتوب عليا صبح وليل
لأجده بعد ان يتعشي وبعد ان اكون انا قد بدأت استعيد النوم يطلب مني شيئا اخر
اصعب علي من طلبه الأول
- منال قومي اعمليلي الشاي
- ماناعملتهولك مع الأكل
- مانا علي بال ماكلت كان برد .. يرضيكي يعني اشرب الشاي بارد
ارد في كل ضيق
- لا طبعا مايصحش تشربه بارد ازاي
ليتحدث معي ببرود قاتل
ايه ياحبيبتي انت زعلانة كدة ليه هوانامش جوزك بردة
اعطيه الشاي الساخن فيأخذه مني ويعطيني كوب الشاي البارد
- اتفضلي انت خدي اشربي دة
- مش عايزة اشرب شاي
ليرد بلهجة تشعرني بالذنب
- مش حرام يعني لما نرمي نعمة ربنا
لأرد وانا اكاد انفجر من الغيظ
- لاطبعا حرام
اخذ منه الشاي واشربه وانا احسه سما في حلقي
لينام هوبعدها بكل سهولة بينما اظل انا متملمة في الفراش بعد ان طار النوم من عيني
لأجد جرس المنبه يوقظني مرة اخري بعد ان كادت عيني تعرف النوم ثانية لأقوم واكرر نفس البرنامج اليومي
حتي جاء ذلك اليوم الذي انفجرت فيه
- حرام بقي حرام انا مش قادرة اكمل دة انا لو كنت ماكينة كنت رحمتني كنت قولت
اريحها شوية علشان ماتعطلش
- ايه اللي جري مالك
- مش قادرة خلاص هنفجر
- يظهر عليكي اتجننتي
- ايوة اتجننت يوم ماقبلت اني افضل عايشة معاك علي الوضع دة .. دي الخدامة احسن مني علي الأقل بتاخد مرتب كبير ويومين اجازة في الاسبوع لكن انا بدفع وبشتغل برة وجوة ومابخدش اي اجازة
ذهبت بعدها إلي منزل ابي .. إلا ان رأي امي كان نفس رأي زوجي
انت اكيد اتجننتي تسيبي بيت جوزك علشان مش قادرة تخدميه
- بقولك تعبت مش قادرة اكمل انا حاسة كأني ثور بيدور في الساقية
مش من حقه حتي يقول آه او يقف ياخد نفسه علشان يقدر يكمل
- كل البيوت كدة وبعدين الراجل لو مالقاش راحته في بيته يلاقيها فين
- يعني هويلاقي راحته وانا اموت من التعب
- اسمعي يامنال الكلام اللي انت بتقوليه دي تشيليه من دماغك خالص احنا صحيح مسلمين لكن الجواز عندنا زي الاقباط مافهوش طلاق ... ايه عايزة تطلقي من جوزك وتيجي تقعدي جنبي عايزة الناس تضحك علينا
- انا ماليش دعوة بالناس
إلا ان امي انهيت الحوار بكل حدة
- اسمعي يابنت هي كلمة واحدة هترجعي لبيت جوزك يعني هترجعيه بلاش كلام فارغ
يعني ايه
- يعني تدخلي دلوقتي تغيري هدومك وتحصليني علي المطبخ خلينا نطبخ لقمة للراجل ياكلها
ثم نظرت إلي ابي
- وانت يا رمزي تنزل دلوقتي محل الحلواني هات حاجة حلوة ياخدوها وهما مروحين
ثم امسكت امي بموبيلها واتصلت بزوجي
- ايوة ياشريف ..احنا عزمينك النهاردة علي العشاء .. اكلة حلوة انت بتحبها .. ايه وراك شغل لا احنا منتظرينك لازم تيجي
جاء زوجي في المعاد المحدد وتناول العشاء الفخم الذي طبخته امي بعد ذلك ذهبنا لأخذ الشاي في الأنتريه
بعد ان وضعت الشاي طلبت مني امي ان اذهب لأغيرملابسي حتي اذهب مع زوجي وذهبت يائسة إذ انني تيقنت انني ليس لي مكان في بيت ابي
بعد ان دخلت الحجرة تحدثت امي مع زوجي في كل هدوء – حتى لا اسمعهم ويشعرهو بالحرج -
- ايه ياشريف مزعل منال ليه
- انا ياحماتي دي هي اللي زعلت لوحدها والله العظيم انا ماعملتش حاجة دة انا حتي ببذل كل وسعي علشان اريحها
- اسمع انا اديتلك بنتي اغلي حاجة عندي علشان حسيت انك راجل شهم وتستحقها خلي بالك منها ربنا يحميكوا يابني
وهكذا ذهبت إلي بيت زوجي مرة اخري ليبدأ البرنامج اليومي مرة اخري إلا انني كنت قد كسرت من داخلي صاحب ذلك دلع من زوجي اكثر وزيادة في طلباته اكثر إذ ان اخر كلمة قالتها امي لي وانا اغادر البيت
- مش عايزة اشوفك هنا تاني إلا مع جوزك الست مالهاش غير بيت جوزها
وبنت الأصول لازم تسمع كلام زوجها
وقد لعب زوجي علي هذا الوتر جيدا
إلا انني لم استطع ان اتحمل كثيرا فقد طلبت منه الطلاق ورضي هو بعد ان تنازلت له عن كل شيئ وبعد ان اخبرني انني امراة مجنونة وانني لا استحق ان اعيش حياة هادئة مثل هذه مع رجل فريد ومريح تماما مثله
اخذت تحويشة عمري التي كنت ادخرها من مرتبي من وراء زوجي بالطبع
– فقد كانت مصاريف البيت بالنصف بيننا غير ان امي كانت كثيرا ما تعطيه نقود من معها حتي يشتري لي وله كل مانحتاجه وبالطبع كان جزء كبير من هذه الأموال يأخذها زوجي لنفسه – وذهبت إلي الأسكندرية حيث لايعرفنيى ولااعرف احد وعملت هناك سكرتيرة في مكتب مقاولات صغير وقد حرصت ان اتعامل مع الجميع - رجالا ونساء - بكل جدية – مبالغ فيها في كثير من احيان - حتي انهم اطلقوا علي لقب ام زعبل - نسبة الي السجن- وقد سمعت المدير يتحث عني مع احد العملاء ان الشي الوحيد الذي يجعله متحملا
– لبوزي الدكر – هو اخلاصي وانتاجي في العمل علي عكس الأخرين الذين يضحكون كثيرا ولا ينتجون شيئا
إلا انني لم اعرذلك اي اهتمام
علمت بعدها ان زوجي باع الشقة بالاثاث وهاجر إلي كندا وان ابي ضاق ذرعا
بأمي وبالسجن الذي كان يعيش معها فيه فطلقها وتزوج فتاة اصغرمني في السن - لم تكمل الواحد والعشرين وهو الرجل الذي يكاد يبلغ الستين- وانه خلع كل البدل الكلاسيك واصبح لا يرتدي إلا الجينز والكاجول
وانه اصبح يتبع ريجيما قاسيا ونجح في انقاص 20كيلو من وزنه , وقد عمل عملية زرع شعر , وعاد شابا صغيرا .. اصغر من السن الذي
تزوج فيه من امي التي اصيبت بانهيار عصبي حاد جراء كل ماحدث فذهبت إلي اهلها في محافظة الغربية إلا انهم لم يتحملوها كثيرا
فقد اودعوها في دار للمسنين – تدفع نفقاته من مالها الخاص-
اما انا فقد قررت ان انسي ذلك الشيئ المسمي رجل وان
اعيش لنفسي .. نفسي فقط
وان انسي بالطبع ذلك الوهم المسمي اخلاق بنات الأصو
ل

2 comments:

Alice said...

هئ
بصراحه حقها يعني
حاليا البنات مظلومين اوي اوي
يمكن زمن سي السيد كان ارحم بكتير ع الاقل كانو بيتعبو جوا البيت بس مش جوا وبرة

mostafa rayan said...

اهلا بيكي مرة اخري يااليس
انا فرحان قوي بتعليقك دة
لأنه اول تعليق يجيلي علي قصة من القصص ولآنك كمان تعبتي نفسك ودورتي في كل البوستات
تحياتي ليكي وتمنياتي ان اراكي هنا كثيرا