التقدم المنشود وفيفي عبدة

يوم الأحد الماضي احتفلت قناة النيل للدراما بفنانة مصر الأولي ووحيدة عصرها وفلتة زمانها الأستاذة القديرة اللي احنا مانقدرش نعيش من غيرها وعايشين بحسها وفي خيرها – ايه الشعر دة ؟ - فيفي عبدة بس طبعا من الاحد اللي قبلها كان في تنويهات عن الحلقة والست فيفي كل شوية تقولنا استنونني يوم الأحد هحكيلكوا قصة حياتي علي قناة النيل للديشراما- صح كدة زي ماقرأتها هي كانت بتقولها -
طبعا الأمر غير مستغرب هو يعني احناعندنا كام فيفي عبدة في البلد
طبعا انا ماتفرجتش علي الحلقة ولا علي القناة طول اليوم ماتفرجتش غير علي اسطورتي الأثيرة صلاح الدين الأيوبي
لكن اثار هذا الأمر عدة تساؤلات في بداخلي هل الأحتفال بعيد ميلاد فيفي عبدة يستحق كل هذه الضجة ؟ هل اصلا يجب ان نحتفل بعيد ميلاد فيفي عبدة في التلفزيون المصري وعلي مدار ساعتين كاملتين خصوصا انها كانت في احد لقاءات القناة منذ وقت قريب وفضلت بردة ترغي ساعتين ؟ بالتأكيد القناة لم تفعل ذلك من نفسها هناك سياسة تحرك القناة يرسمها المسؤلون الكبار فكيف يفكر هؤلاء في مستقبل البلاد وما الشيء الذي يريدون ان يرسخونه في عقول الناس وإلي اي مصير يريدون دفعهم ؟ وايهما احق الأحتفاء بالراقصات ام الأحتفاء بالعلماء والأدباء لماذا لم يفكر التلفزيون في اي يوم ان يحتفل بعيد ميلاد ابراهيم اصلان او صنع الله ابراهيم وسحر الموجي او الراحلان العظيمان رجاء النقاش وعبد الوهاب مطاوع اوالأبنودي شفاه الله او الفاجومي متعه الله بالصحة او بفاروق جويدةاو فاروق شوشة او حتي الأحتفال بمخرجين كبار مثل يوسف شاهين وتوفيق صالح ومحمد خان لماذا لم يحتفل التلفزيون بشاعر عربي كبيرهو نزار قباني عيد ميلاده كان الشهر الماضي – مارس - وذكري رحيله هذا الشهر – ابريل –
ايهما احق بالأحتفاء والتكريم الذي يثير فكرك ووجدانك ومشاعرك ام الذي يثيرغرائزك ؟ الذي يجعلك تحلق بجناحيك في السماء الواسعة ام الذي يهبط بك في نفق مظلم ضيق؟ .. الذي يمتعك - ان متعك- لحظات ام اياما طويلة ونحن عندما نفتخر ببلادنا ونقدمها للأخرين او يذكرها الأخرين هل يقال مصر بلد احمد زويل ومجدي يعقوب ونجيب محفوظ ويوسف ادريس ام يقال بلد فيفي عبدة ودينا ؟ هل مجد الأمم يبني علي اكتاف العلماء والأدباء ام علي اكتاف الراقصات ؟ وهل نتوقع من هذا الجيل الذي نغذي فيه هذه الروح ونعظم عنده هؤلاء الناس ان يكون مستعدا لأي مواجهة عسكرية يدخل فيها ؟
هل الجيل الذي نعظم في عينيه امثال هؤلاء يمكن ان يحمل السلاح يوما ؟ هل الجيل الذي يسهر ليشاهد قصة حياة فيفي عبدة ودينا وصفوة يمكن يوما ان يحرر القدس ؟ – معلومة بسيطة التلفزيون الأسرائيلي ينهي اذاعته الساعة الثانية عشر ومعلوم ايضا انه بعد ترك صفوت الشريف للأعلام وتعين ممدوح البلتاجي جعل ارسال القنوات المحلية والمتخصصة ايضا حتي الساعة الثانية عشر إلا انه رحل بعد شهرين فقط ( بالطبع لا يحتاج الأمر لتعليق ) –
والسؤال الذي مازال يفجر رأسي ماذا يريد منا هؤلاء الذين يحكموننا ؟ هل يريدون غرق السفينة ام النجاة بها ؟ وهل عندما تغرق ستغرق بنا نحن فقط أم سيكونو هم اول الغرقي ؟