قرأة في اعمال رمضان ... فشل ذريع للكبار ونجاح كبير للصغار

هدية قبل القرأة
كان بعض السلف يقول : ليس بيني وبين حل اي مشكلة تعترضني إلا الثلث الأخير من الليل
وفي الحديث الشريف أن الله عز وجل ينزل إلي السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل يسأل عن سائل يعطيه مسألته وطالب حاجة يعطي له حاجته ومستغفر يغفرله ... جربو يا جماعة تحلو مشاكلم بالحل دة
. ...............................
كثيرا ما كنت اسأل نفسي عن سبب التراجع الكبير للدرما المصرية كنت اجد اجابة واحدة يثبت لي صحتها مرور الأيام وهي ان كتاب ومنتجين هذه الدراما مجموعة من العواجيز الذين تعدو الخامسة والستين ... منفصلين عن الحاضر ومازلو يعيشون في الماضي بكل تفاصيله فهاهو محمد صفاء عامر واسماعيل عبد الحافظ وصلاح السعدني يقدمون لنا مسلسل عدى النهار يتحدثون فيه عن حال مصر في منتصف الستينات لأنهم يرون أن هذه الفترة لم يتم تناولها كما ينبغي وكأننا نعيش الأن في منتهي الرخاء ولايوجد لدينا اي مشاكل حتى نتحدث عن الماضي بكل مشاكله
نفس الأمر يتكرر مع مسلسل (شرف فتح الباب ) لمحمد جلال عبد القوي ويحيى الفخراني الفكرة معادة والأحداث مكررة والتناول ليس فيه اي جديد حتى يحيى الفخراني الذي كنت تراه كما الساحر في حمادة عزو يخطف قلبك منذ اللحظة الأولي تفقد هنا اي حماس لتتابعه وكأن هناك حاجزبينك وبينه ... تشعر وكأن الساحر فقد سحره ... تراه باهتا منطفأ بعد ان كان متوهجا مضيأ
- نفس الأمر يتكرر بشكل اكثر بؤسا مع مسلسل ( قصة الأمس ) لنفس المؤلف والمخرجة انعام محمد على فالفكرة معادة ومكررة والتناول سطحي جدا والأحداث طويلة ومترهلة والحوار عقيم اشبه بحوار افلام الأبيض والأسود في اربعينات القرن الماضي حتى الهام شاهين التي تدخل تحت جلد الشخصية تراها هنا ممثله باهتة وانعام محمد على تشعر انها تعمل بدون روح ولا حماس عمل من اجل العمل وكسب الرزق فقط فليست هذه انعام التي اخرجت حكايات الغريب والطريق إلي ايلات وام كلثوم
اما سميرة احمد فهي مازالت تعيش في دورالقديسة التي لا تخطئ ابدا الذي قدمته منذ
عشر سنوات في ( امرأة من زمن الحب ) ومازلت تفرض سيطرتها على كل تفاصيل العمل فهي التي اختارت النص والمخرج والممثلين واختارت الشاعر والمطرب والملحن لتنفيذ التتر واتصلت بهم واتفقت معهم رغم ان هذا من صميم عمل المخرج حتى لو كان معه نجم من الصف الأول ولكن يبدوان دور احمد صقر هنا كان فقط مجرد الدخول ( زوم ان ) على سميرة فهو مخرج حلو وبيسمع الكلام ومابيعملش مشاكل بالطبع لن تستطيع ان تفعل سميرة ذلك مع مخرج له شخصية مثل محمد فاضل او نادر جلال – ربما لن تفكر اطلاقا في التعامل مع شريف عرفة او خالد يوسف –
- اما يسرا فهي مازلت تعيش في دور المفتش كولومبو وتقدم لنا عملا اكثر كوميدية من مسلسلها في العام الماضي فكل من يعمل في مجال الصحافة يعلم تماما ان ماقدمته
في المسلسل غير منطقي ولا يحدث في الواقع فلا يوجد صحفي يذهب ليعيش بالشهور مع اللصوص وقطاع الطرق ولا يوجد رئيس قسم يستطيع ان يقف امام رئيس التحرير ويفرض رأيه عليه فكل رؤساء التحرير وخصوصا في الصحف الخاصة عندهم قدر غير متناهي من التضخم والشعور بالذات حتى انهم يعتبرون انفسهم الهة داخل الجريدة
ويمكنكم ان تتأكدو بذلك من صحفيو الدستور ( فاللي مش عاجبه يمشي وباب الجرنال يفوت جمل وزي ماجبناكم من الشارع هنقدر نجيب غيركو من الشارع بردو )
- اما تيسير فهمي تلك العجوزالتي قاربت الستين فهي مازلت تعيش في دور المرحوم ادهم صبري الوحش المطارد للعصابات ولا احد يستطيع ان يقهره
-على الجانب الأخر برع الصغار في مسلسلات السيت كوم والتي اصبحت ملاذا كبيرا للشباب للأظهار مواهبهم بعد ان سيطر الكبار على المسلسلات الطويلة
فيقدم لنا المؤلف الشاب عمرو سميرعاطف وفريق كتابته عملا جميلا يستعرضون فيه مشاكل الأطباء وانواع البشر المختلفه الذين يتعاملون معهم من خلال مسلسل العيادة
ايضا يقدم لنا خالد النبوي فكرة المقهي اوالكافيه كملتقي تتجمع فيه كل انواع البشر تستطيع ان ترصد من خلاله افكارهم وطموحاتهم ونوازعهم واطماعهم من خلال مسلسل ( كافيه تشينو ) اما مسلسل
( شريف ونص) فهو يقدم لنا نموذجا لحياة اسرة مصرية عصرية نراها ونعيش فيها في مجتمعنا فالأب والأم يعانون من حالة الملل والفراغ العاطفي والأبن مثل معظم الشباب لا يجد عمل والأبنة تعيش في عالمها الخاص وكيف تتغير حياة هذه الأسرة عندما يدخل عليهم طفل صغير يقلب حياتهم رأسا على عقب
- هذا بالأضافة إلي تامر وشوقية وراجل وست ستات التي لولا نجاحها مافكر ممثلين كبار مثل مرفت امين واحمد السقا وكريم عبد العزيز ومنة شلبي في الظهور فيها كضيوف شرف
- هناك ايضا نوع مختلف من السيت كوم – سيت كوم مسرحي - تمثل في ( بدون مقص ) الذي قدمه لنا المخرج خالد جلال و ناقش فيه سلبيات كثيرة بطريقة ممتعة وجذابه انا شخصيا استمتعت جدا بحلقة الأعمال المدبلجة
البعض يرى ان السيت كوم كان فيه استظراف من اجل الأضحاك اقول ان هذا القول يمكن ان يكون صحيحا بعض الشيئ ولكن من حق الصغار ان يجربو وان يسخرو من الكبار الذين صدعو رؤوسنا لسنوات طويلة بأعمال عقيمة من حق هؤلاء الشباب علينا ان نشجعهم ونسامح بعض اخطائهم لأن دول بكرة ايوة بكرة مش بتاع اسامة انور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي لكن بتاع عمرو سميرعاطف وولاء شريف وباسم شرف وعمرو الطاروطي .. بكرة بتاعنا احنا يا جماعة فلازم نفتح قلبنا لينا
- اريد هنا ان اشير انه في زحمة المسلسلات- 45- هناك اعمال جيدة جدا تعرضت لظلم كبير على رأسها مسلسل ( الأمام عبد الحليم محمود) الذي كان يعرض في اوقات ميتة قبل الأفطار على الاولي والناس مشغولة بأعداد الطعام وبعده مباشرة على الثقافية والناس مشغولة بالطعام ومشاهدة البرامج الترفيهية والأستعداد لصلاة العشاء المسلسل اندبح رغم انه عمل جميل جدا ويستحق المشاهدة ويقدم لنا نموذجا لشخصية جليلة لا يعلم معظمنا عنها شيئا وان كانت المشكلة في سن الممثلين التي بدت غير منطقية فعمر حسن يوسف يظهر في المسلسل كصديق لوالده حسن يوسف ويظهرجيدا فرق السن بينهم مهما حاول المكياج تكبير لأول وتصغير الثاني نفس الأمر حدث مع عفاف شعيب وميار الببلاوي فألاولى زوجة الشيخ والثانية اخته والمفروض ان سنهما متقارب رغم انه في الحقيقة بينهما اكثر من ضعف عمر الثانية نفس الأمر حدث مع مديحة حمدي هي المفروض ام الشيخ رغم ان سنها مقارب لسن حسن يوسف مما قلل من مصداقية العمل ولكن هذا لا يمنع ابدا انه مسلسل جميل ويعرض سماحة الأسلام وعظمته وكيف ان الدعوى بالحسنى يمكن ان تحقق المعجزات ايضا ابدع بهاءالدين محمد في كتابة التيترات خصوصا النهاية :
وعاش كأنه عابر وقابلته الحياة ... عاشها بقلب صابر وساجد للإله
- من الأعمال التي ظلمت ايضا ظل المحارب وإن كان هذا الظلم يرفع بعض الشيء فيعاد عرضها الأن على شاشة الدراما
- اهم ظواهر هذا العام
من اهمها وجود مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة في الأعمال الدرامية ليس في التمثيل ولا الأخراج فقط ولكن ايضا في الكتابة فاحمد عبد الفتاح يكتب لنا ( قلب ميت ) وبلال فضل يكتب (هيما)
- ايضا في التيترات وجود اسماء جديدة مثل بهاء الدين محمد في (عبدالحليم محمود وجدار القلب ) ومحمد عاطف في الهاربة وتامر حسين وعمرو مصطفي في شريف ونص
................................
ملاحظات اخرى غير جانبية على الإطلاق:
1- ضحكت من كل قلبي وانا استمع إلي اتصال تليفوني جاء للدكتورة سعاد صالح في برنامج (عم يتسألون ) على دريم تشكو فيها المتصلة من ان زوجها متزوج من اثنان غيرها ويعاشر الثلاثة في نفس الوقت ... طيب بالعقل هو السرير هيساع اربعة ازاي وهو هيجيب صحة لثلاثة ازاي خصوصا ان الحاجات دي بتهد الحيل وبتحتاج لتركيز جامد جدا

2- منذ سنوات قليلة نمنا واستيقظنا على ضجة اسمها برنامج ستار اكاديمي وان الفائز فيه شاب مصري اسمه محمد عطية هاجت الصحف ووسائل الأعلام و قتها واتهمت البرنامج والمشاركين فيه بأنهم مجموعة من العيال الصيع اللي ماحدش رباهم ..الأن محمد عطية مطرب مشهور له شرائط كاسيت وكليبات وممثل تنتج له الأفلام وسيقدم برنامج في التلفزيون المصري .. اكرر التلفزيون المصري اسمه ( اجمد واحد ) ... يارتني كنت قليل الأدب
3- ناريمان لسة ماجتش من لبنان وانا مش عارف هتيجي امتى