بفضل من الله وحده ذهبت امي إلي الحج ولأني لم اتعود غيابها وجدتني اكتب هذه الكلمات
*******
امي ما كنت اتصور ابدا ن غيابك سوف يؤثرهكذا في
ما كنت اتصور أني سأشتاق إليك لهذه الدرجة
واحن إليك لهذه الدرجة
واشعر اني في غيباك بكل هذه الوحدة كحبة الرمل الوحيدة وسط مياه النهر
تذوبها وتفتتها وتفعل بها كل هذه الأفاعيل
ما كنت اتصور أني ساكون وحيدا وسط الناس
غريبا في بيتي الذي يعج باشخاص كثيرون جميعهم اصفار على اليسار
جميعهم ليس لهم معنى وسيدة المنزل غائبة
فبماذا يفيد الكومبارس وبطلة العرض الوحيدة لم تحضر؟!
اشتاق الأن لكل التفاصيل الصغيرة التى كانت تجمعنا
والتى كانت تضايقني منك
يا.. كم اشتاق لضجري منك
اشتاق لصوتك المرتفع وغضبك مني لأني تركت بطرمان السكربغير غطاء
أولأني اسقطت قطرات الشاي على الأرض
أو لأني اضعت غطاء الزجاجة
امي متى ستأتي لتؤنبيني عل كل الأشياء واصغر الأشياء واقلها؟
متى سأرتمي بين احضانك ويلاقي المشتاق مشتاقه في غرامي سرمدي
يعجز عن وصفه اعظم الشعراء؟
متى ستبحر السفينة في النهر ويضم السيف غمده؟
متى سأسمع صوتك الفيروزي الجميل
لا.. صوتك الكرواني .. فمن فيروز هذه أمامك انتِ يا امي
اعرف أنك الأن في احب الأماكن إلي الله
تطوفين وتسعين وتغتسلين بماء زمزم
ولكن هل يمكن أن تفيد الطهارة النقاء بشيئ؟
امي مازلت اتذكر قولك : "انت مش محتاج توصيني ادعيلك"
"انت واحشني قوي بقى ونفسي اشوفك"
مازلت لهفتك علي في التليفون تقتلني.. تمزقني
تصنع بداخلي احساسا لا استطيع وصفه
امي اعرف انك الأن تحققين حلم حياتك
وتقضين اجمل ايامك.. ولكن ماذا افعل انا في ليل البعد عنك
امي .. صوتك دائما موجود كأذان بلال لا يتوقف عن الترتيل
والجميع ينطق اسمك دوما إلا انا
فقلبي هو الذي ينطق فلا قيمة للصوت عندما تنطق القلوب
امي كل الاصوات مزعجه وكل الاشخاص مقلقون ولا احد يشعر بي
او يحن علي
جميعهم يحاولون ابداء المساعدة ولكن هل يستوي الورد البلدي الرائع
بورد الصين البلاستكي الرديء الصنع!
امي غبتِ الأن خمسة ايام فقط وانا لا اطيق الحياة بغيرك
واشعر برغبة جامحة في خنق كل هؤلاء القساة الغليظون المقيمون عندنا
فماذا سأفعل في الايام الباقية
امي يقتلني اتصالي بك واجد موبايلك مغلق
تدور برأسي الاسئلة كلعبة الكراسي الطائرة في مدينة الملاهي
واظل ادور وادور مع الدائرين لا احد يشعر او يحن
وعندما اسقط لا احد يسرع إلي ويعطيني كوب ماء ويربت على كتفي بحنان
امي ما كنت اتخيل اني سأقول ,, ولا اعرف ماذا اقول
واعرف انك علاقتك بالكمبيوتر كعلاقتي بالكوستاريكية
ولكن اعرف أن قلبك سيقرأني وسيقرأ كل هذه الأحرف دون أن تقال
اعرف أن بداخل قلبك شبكة (وايرليس) لا تتصل إلا بقلبي
ولا تفك إلا شفراتي
امي اشتاق لسمرنا سويا
لضجري منك عندما اتحدث معك في موضوع
فتفتحين لي موضوعات كثيرة ونظل نتحدث بالساعات في كل الاشياء
فأصرخ ضجرا: تحدثنا في كل شيئ إلا موضوعي
فتقولين باسمة حانية :لا عليك ، ثم تقولين رأيك اخيرا
اشتقت لقرأتك لي من ملامحي .. للهفتك الغير مشروطة علي
لسؤالك عني وعن اخباري وضيقك مني لعدم اهتمامي بنفسي
وتفهمك لثورتي وضيقي وغضبي
فمن يفعل الأن كل هذه الاشياء؟ والكلام اصبح بحساب والغضب بمقدار
حتى الجلوس والذهاب والمجيء اصبح بحساب
الم اقل لكِ اني صرت غريبا في بيتي
امي .. هل لو قلت لكِ أن كل الاشياء في البيت تشتاقك هل سيكون الكلام معادا؟
امي.. كتبت وما كتبت
قلت وما قلت معشار ما عندي
ولكن حسبي انك امي وأنك بغير الكلمات حتما ستعرفين