فرحت جدا بخروج ايمن نورمن السجن ، ليس فقط لأنه احد شرفاء هذا الوطن او على الاقل احد الحالمين الذين يحاولون تحقيق احلامهم – مهما قيل عن اتجاهته وافكاره التي قد نختلف اونتفق معها – ولكن لأن خروجه نهاية لعذابات امرأة نادرة الوجود خاصة في هذا الزمان الشحيح الذي اصبحنا نعيش فيه .
انها نموذج للمرأة التي يجب على اي شاب – يفكر في الارتباط - ان يبحث عن مثلها فهي بحق المرأة التي يطلق عليها نوارة البيت وعماده واساسه ...انها جميلة
اسماعيل .... جميلة نموذج للامرأة احبت ، وعندما احبت اعطت لشريكها كل شيء .. نموذج للمرأة التي تضحي من اجل حبيبها – يكفي انها ضحت بوظيفة مذيعة في التلفزيون المصري تلك الوظيفة التي يحلم بها اي انسان - نموذج للمرأة التي تدفع
للأمام .. تصدق احلام شريكها ، وتحلم بها معه ، وتساعده في تحقيقها ، فقد كانت
انها قذرة- وعندما اراد ان يستقل بذاته عن حزب الوفد وينشأ حزبا خاصا به ، لم تحبطه لم تقل له انه من الجنون ان تترك اقوى احزاب المعارضة - خاصة وان له كلمة مسموعة فيه - ولكنها شجعته حتى ان يحول مكتبه – ومصدر اكل عيشه - مقرا للحزب ، ووقفت معه في انشائه للجريدة التي تحمل اسمه ، وعندما اراد ان يرشح نفسه رئيسا للجمهوية ساعدته ، ووقفت بجواره ، لم تقل له تلك الكلمات التي ربما كانت تشعر بها في داخلها ان الامر كله لا يعدو ان يكون – لعبة حكومية غير مأمونة العواقب – ولكنها شجعته ، ونظمت له حملة الانتخاب ، وكانت له الزوجة ، والسكرتيرة ، ومديرة ، الاعمال ، وعندما دخل ايمن السجن وقفت بجواره كما يقف الف رجل ، دافعت عنه حتى اخر لحظة ، ووصلت بالقضية اعلى المستويات الدولية ، وواجهت بمفردها اعلام -
في نفس الوقت كان لدي جميلة حربا اخرى اهم هي حربها مع اولاها ، وان تصل بهم لشاطئ النجاة ، وألا تختلف الحياه في غياب ايمن كثيرا عن وجوده، لانهم ليس له ذنب في كل ما يحدث ، وبالفعل نجحت في ذلك ودخل الابن الاكبر الذي كان في الثانوية العامة وقت حدوث القضية كلية الحقوق التي كان يرغب والده في دخولها .
رباه ما كل هذه القوة التي تمتلكها هذه المراة , وكيف استطاعت ان تفعل كل ذلك
وهى التي كان يمكنها ان تطلب الطلاق وما كان احد ليلومها
هل هوالحب الذي يدفع صاحبه لفعل المعجزات ..
النموذج النسائي الفريد الي يصرعلى دهشتى في كل لحظة . فمازلت اذكرجميلة تلك الفتاة الرقيقة التي كانت تقدم في اوائل التسعينات على شاشة التلفزيون المصري مع
جمال الشاعر واحمد مختار برنامج خفيف اسمه ( اماني واغاني ) وبعدها قدمت برنامج يهتم بتقديم الاماكن الاثرية ، وكان انطباعي عنها انها فتاه رقيقة تحاول ان تثبت نفسها في مجال الاعلام فكيف يتحول هذا العصفور الرقيق إلى ذلك الاسد الضاري الذي يدافع عن عرينه بكل قوة .
مازلت اتخيل لحظة لقائها بايمن بعد خروجه لن تشكي له ماحدث طوال ثلاث سنوات
بكل قوة وتزداد هي تعلقا به ، ثم بعد ذلك تضم يده إليها ليواجهو سويا ذلك العالم الغبي الذي ظن انه سيقهرهما ، ولكنه لم يعرف ان الذهب عندما يتعرض للنار يخرج اكثر صلابة وقوة ، ولمعانا ، ويزداد جمالا وبريقا
واني هنا اقول انتظرو ايمن نور في الايام القادمة
واخيرا مازلت اذكر كلمة الراحل الكبير حسام حازم عندما قال ( لا تقل جميلة اسماعيل ولكن قل جميلة جدا اسماعيل ) وانا من هنا اقول انها بالفعل من اجمل جميلات ليس فقط هذا الوطن ولكن هذا الزمان بأثره ... ليس فقط جمال الشكل ولكن جمال الروح , والقلب والاقتناع بشريك الحياة .
استاذة جميلة لست اعرف هل يمكن يوما ما ان تقرأي كلماتي هذه عنك ام لا
ولكني اريدها ان تكون وثيقة حب واحترام وامتنان من شاب مصري لامراة راقية مثلك
في زمان عز فيه الرقي .
واني ان كنت ادعوالله ان يرزقني بزوجة صالحة فاني اتمنى ان تكون مثلك .. تحبني وتؤمن بي ، وتحافظ على بيتي ، وتساعدني في تحقيق احلامي ، ولا تحبطني ، وتدفعني دائما للامام ، وتدافع عني بكل قوة مثلما فعلت انتي مع ايمن نور ... فهذا دليل على انه يوجد عمار بينه وبين الله لآنه رزقه بكنز من كنوز الدنيا هو انت .