Thursday, August 9, 2012

غلطه الحمار الكبير (جريمه على باب الحياة).. قصه قصيره جديده

 غلطه الحمار الكبير
(جريمه على باب الحياه)
لا يعرف حتى الان كيف حدث كل ماحدث.. هل اصلا ما حدث حدث؟!
كشمس الصباح مازال يذكر كيف تعرف على ايهاب ناجي... ففي مساء تلك الليله وجد يدا تصفق له بشدة, التفت فوجدا شابا خمريا ...طويلا جذاب الطلة في الخامسه أو السادسه والثلاثين, يكبره بحوالي خمسه أو ست سنوات:
-         حلوه قوي القصيده اللي انت قلتها دي يا مان.
-         متشكر جدا,, لكن انا اول مره اشوفك هنا في القهوه.
-         آه اصل انا مابسهرش في وسط البلد كتير.. بس حظي حلو إني اتعرفت عليك النهارده,,على فكره انا فنان زيك بردو.
-         فنان في إيه؟
-         فن الحياه.
 وبالفعل فتح له ايهاب بابا سحريا على الحياه وجد نفسه منجذبا إليه نداهة يوسف ادريس.. فمعه 
عرف سهرات ( سنجريلا ) و(موندك) وشارع الهرم..وأن هناك فرق كبير بين البيرة الحقيقيه وبين ما كان يتعاطاه خلسه في مقهى (الحرية ) .. معه عرف أن في هذه الحياه هناك شيء بهي .. ندي .. لذيذ .. يسمى حريم .. هو بالتأكيد ابعد ما يكون عن هذه المسماه القديسه عبير.. التى تتعامله  دوما على إنها إلهة لا يجوز الاقتراب منها.. ودوما دوما ما يذكره (لوية بوزها ) بأخر الشهر.
إلا ان السؤال الذي كان دائما ما يدق ابواب ذهنه وغز الشياطين ولا يجد له اجابه لماذا يقدم له ايهاب كل ذلك؟.. مازال يذكر عندما ضاق بعمله كموظف علاقات عامه:
-         مابقتش طايق اروح وال800 جنيه مابيكملووش معايا اسبوع.
فضحك واخبره أنه حتى لو اصبح مرتبه 5000 جنيه فلن يكملو الاسبوع وسيظل يشكو,, وبالفعل لم يمضي اسبوعا حتى كان قد وفر له وظيفه في بنك استثماري كبير بمرتب 5000 جنيه, ورغم أنه لم يكن يحلم حتى بنصف هذا المبلغ إلا انه لم يكن يمضى اسبوع حتى يجدهم طارو كزئبق بجناحين يعود بعدها للشكوى.. فهل كان هذا الايهاب يقرأ الطالع؟!
حتى عندما رأي صديقته نرمين وقرأ في عينيه نظرات التشهي نيران متأججة لم يعقب, بعدها ورغم تأكده من تأكده أن هناك امرا ما بات يجري في الكواليس لم يلمح  بأي شيئ فقط ثمة  نظرات كان يطلقها من حين للأخر تنهش قلبه بنصل سكين بارد .. نار الجحيم ذاته أهون منه .. وعندما ضج من لظى ذاك 
السعير المستطر  سأله عن رغبته فيها لتفكيره في خطبتها رفض بشده واخبره بنصيحه تعلقت بذهنه تعلق الجندي بسلاحه في حمى المعركه (جوافايه بتاعتك انت بس احسن مليون مرة من منجاية كل الشعب فعص فيها) .
حتى جاء ذلك اليوم الذي شعر فيه أنه ورقه شجر تائهة في مهب ريح شديده في يوم عاصف . لا سند له ولا ظهر, ولاحت عبير في الافق كبئر ماء سماوى لتائه في الصحراء اوشك أن يهلكه العطش .. لا يذكر كيف تعرف ايهاب عليها ولكنه مازل يذكر جيدا كلماته عنها( هي دي الوتد اللي تشد عليه مركبك في بحر الحياه وانت مطمئن يا صاحبي  .. مش تقولي نرمين اللي من اول موجه تاخدك وتغرق) .. بعدها لم تمضى سوى ايام قلائل ونعق البوم في رأسه نعيقا اتعبه واطار النوم من عينيه .. فعبير التى كانت دوما تتهمه بعدم اخذ الامور بجديه هي الان التي ترواغ وتتملعن .. الوقت يمر ونيران الشك بركان هادر لا يهدأ ,, حتى جاء ذلك اليوم الذي زأر فيه يوم القيامه - ماكان يتصور ابدا ان يأتى بهذا الشكل-  ذهب إلي (جرسونيره) ايهاب هناك في الرحاب .. فتح بنسخه مفتاحه.. ليجده معها ينهل من خيراتها .. سابح يسبح عاريا مستمتعا وحيدا بين ضفاف نهرها .. ذلك النهر المقدس الذي طالما رفضت حتى ان يلمس شطأه ولو من بعيد .. وجدها هي عاريه مستسلمه له استسلام الرضيع لامه .. فما احقر هذه الدنيا , وما اضيقها , وما اكثر من يرتدون الاقنعة.. الغريب أن ايهاب لم يحرك ساكنا كأن شيئا لم يحدث .. بالعكس زادت كلماته الساخره من نيران بركانه:
-         ازيك يا صاحبي .. مش كنت تقول إنك جاي كنت عرفت استقبلك بدل مانا كده ههههه لا مؤاخذه يعني ,, ولا احنا صحاب بقي وما فيش مابينا الحساسيات دي.
لدغ العقرب وغزته كلماته فانقض عليه:                                                                                      
-         انت بتعمل ايه هنا يا وغد يا جبان؟
-         ههههههه وغد! يا.. ده انت قديم قوي ... انت اللي بتعمل ايه هنا؟ انت ناسي ان دي(موكنتي) ولا ايه؟ وبعدين اللي بعمله ده انت سبق وعملته هنا كتير مع نرمين وعلى نفس السرير ده ..فاكر ولا لاء يا صاحبي؟.
-         ايوه بس دي عبير الجوافايه المقدسه مش ده كلامك؟
-         ههههههههههههه مقدسه! يا... بقالي كتير ماضحكتش كده ..فاكر لما كنت دايما بتٍسألني انا ليه بعمل معاك كل ده ؟ ليه بساعدك وبهتم بيك اكتر من عائلتك ومن نفسك حتى؟ .. دلوقتي بس هقولك.. علشان كنت بشوف فيك نفسي قبل الدنيا ما تغيرني .. لكنك اول مافتحتلك باب للحياه اتغيرت.. بقيت زيي.. مافيش شيئ يهمك غير انك تشبع شهواتك ولذاتك وبس .. وكل ماتشبع واحده تطمع في تانيه وعاشره ومليون .. حتى القديسه عبير اول ما واربتلها باب للحياه خانتك , وباعت نفسها في لحظه .. كنت بساعدك علشان اثبت لنفسي اننا كلنا شهوانيين وعاهرين وخونه .. كلنا وسخين يا صاحبي .. سامعني كلنا وسخين.
-         يا .. وانا اللي كنت فاكر إنك بتعمل كده علشان الصداقة .. ده انت كنت مغفل كبير قوي وانا مش عارف
-         ههههههههه مغفل إيه.. ده انت كنت حمار.. حماركبير قوي يا صاحبي.
-         صح عندك حق .. بس الحمار ده ممكن يصلح غلطته
-         ايه هتقتلني يعني؟ انت فاكر لو عملت كده هترتاح؟ بالعكس انت عمرك ماهترتاح ..  بس حتى دي مش هتقدر تعملها لانك اتفه واحقر واجبن من انك تعمل كده.
-         انا هوريك الجبان ده هيعمل ايه
وانقض عليه عاصرا رقبته .. الغريب أن ايهاب لم يقاوم .. ظل يطلق ضحكته الهازئه التى كانت تزيد من نيرانه حتى لفظ انفاسه الاخيره وهي مازلت عالقه بشفتيه,, لحظتها اطلقت عبير صرخه
ملتاعه ... فانقض عليها وكتم انفاسها حتى فارقت الحياه ... إلا انه لم يكتف بذلك التقط السكين واخذ يطلقه في انحاء جسدها المقدس حتى سالت دماؤه انهارا تجري.. بعدها لم يدري ماحدث إذ ضجت الحجره في لحظات بإناس كثيرون منهم رجال تعلو اكتافهم دبابير ونسور اقتادوه معهم ولم يحرك هو اي ساكن إذ كان في عالم آخر.. يعصف بذهنه شلال من الاسئله يكاد ان يفتك به.. هل هل هل هل ... هل اصلا كل ما حدث حدث؟!
                               
                                    (تمت)

5 comments:

entrümpelung wien said...


Vielen Dank ... Wo neue Themen?

mostafa rayan said...

ممكن تكتب بالعربي علشان اعرف اتواصل معاك

Lobna Ahmed Nour said...

لقد قمت بترشيح هذه القصة لسباق المئة تدوينة لكنها مخالفة للشرط الخاص بتاريخ النشر
http://100posts-ebook.blogspot.com/2012/08/blog-post.html
الرجاء ترشيح تدوينة بديلة تكون منشورة على مدونتك في 2012 قبل بداية أغسطس

وشكرًا لك

Sandrahkhm said...

شكرا لكم ..دائما موفقين )) räumung räumung

!!! عارفة ... مش عارف ليه said...

عجبني الحوار هنا أوي يا مصطفى
وآلية نسج العلاقة بين الصديقين
عمل جيد جداً وربنا يتفوق عليه بقليل عملك المنشور في الأهرام

مبدع دايماً يا درش