كل سنة وانتو طيبين يا اصدقائي ويارب يكون عيد سعيد عليكو كلكو
احلى هدية ممكن اقدمها لكو في المناسبة دي هي قصة جديدة
منتظر رايكم ولكم كل محبتي وودي
(1)
- بتحبني؟
- لاء.. انتِ عارفة إن الحب كلمة قليلة قوي على اللي بحسه ناحيتك.
- لكن...
يضع يده على فمها ويضمها إليه ويضيئ شعرها الحريري جبينه كقمر بازغ في السماء ليل التمام وتنزل شفتيه على شفتيها كمطر سماوي نزل على ارض جسدها فأنبت فيه الياسمين واعاد إليه النبض والروح.
تبعد نفسها عنه فى في لطف ويقرأ في عينيها ما يثير قلقه:
- إيه في إيه؟
- انا خايفة.
- حتى واحنا في اللحظة دي؟
- انت عارف انا خايفة من إيه.
وكأن الخوف ممزوج بها وتحتاج إلى يد قوية تنتزعه منها:
- قلتلك طول مانتِ معايا ماتخافيش.
- تفتكر ممكن افضل على طول معاك؟
نظر إلى عينيها التى بدت كامراة عجوز جارعليها الدهر ولم يعرف ماذا يقول، وطلت من عينيه هو الآخر نظرة شاردة حائرة لا تعرف اين المصير.
(2)
جلس في حجرته كأسد جريح .. يذهب ويجيء وهو يكاد يحطم كل الأشياء من حوله.. كان صوت شتائم وضربات ابيها واخيها وصرختها الملتاعة التى تبحث عنه تنزل على قلبه كسياط باردة توخزه كوخز المسيح وقت الصلب .. خرج من حجرته كسهم منطلق وصعد إلى شقتها في لمح البصر.. هم أن يدق الباب ولكن يديه توقفت في اللحظة الاخيرة .. صرخ من قلبه صرخات ملتاعة سمعها اهل الثقلين ولكن لم تسمعها هي .. حن الباب عليه وضم دموعه لوقت لم يدرى مقداره ولكنه كان طويلا.. طويلا جدا.
(3)
في ذلك الشارع الشهير ببيع ادوات الكهرباء ذهب إليه.. انتظر حتى رحلت الزبونة .. استجمع كل قوته ليزيل الخوف من داخله وتحدث بلغة هادئة حاول بها استجداء تعاطفه:
- سلام عليكم.
كان اخيها صاحب الثماني والعشرين عاما يقف عند المكتب .. نزع غمد الخنجر الصغير وتقدم به نحوه وكل غضب الدنيا يزأرمن عينيه:
- انت عايز إيه جاي تجرسنا هنا كمان.
إلا أن يد الأب القوية امتدت لتوقفه:
- استنى يا مينا دة ضيفنا وواجب علينا اكرامه .
والتفت إليه وقال بلهجة حاول ان تكون هادئة:
- ايوة يا احمد يا ابني عايز إيه؟
- يا عم خليل انا جاي اطلب ايد بنتك ماريان .. انا مش بس بحبها .. انا ماقدرش اتصور حياتي من غيرها ولو وافقت هكون اسعد انسان في الدنيا ، ولو طلبت القمر مهر هجيبهولك.
- لاء انا مش عايز القمر.. عايز ابوك الشيخ ابراهيم يجي يخطبها معاك...
صمت لحظة ثم اكمل:
- مش هي دي الاصول بردو ولا إيه . تقدر تجيبه يخطبها مني؟
طارت الكلمات من رأسه اصبحت فجاة كبيت مهجور من ملايين السنين .. اقترب الآخر خطوة اخرى نحوه .. مد يده ورفع رأسه وخبط على كتفيه:
- روح يا ابني وبلاش تخلينا نخسر عِشرة العمر بسبب لعب العيال
وكأن الصمت والحيرة اصبحا صديقيه المخلصين.. لم يعرف ماذا يقول فأدار ظهره وابتعد خطوات إلا أن صوت كالبرق سمره مكانه:
- احمد .. مش محتاج اقولك تقطع كل علاقتك بماريان .. اظن مفهوم.
وتابعت نظراته بين حد الخنجر المصوب نحوه ونظرة العين النافرة التي نخرت كفأس حديدي في عظمه .. فأشار برأسه نعم ورحل في صمت .
(4)
واضح انك اتجننت وعقلك شت منك.. عايز تفضحني وسط الناس .. عايزهم يقولو الشيخ ابراهيم ساب كل بنات المسلمين وجوز ابنه لبنت خليل المسيحي .
- يابا انا بحبها ، وبعدين انت طول الوقت بتتكلم في دروسك وخطبك إننا نحسن إليهم وإنهم اهلنا واخوتنا ومافيش مابينا فرق.
- لاء فيه .. وبعدين انت بنفسك قلت نحسن إليهم مش نتجوز منهم.
- فروقات إيه يابا دة واحنا في الثورة كانو هما اللي بيحمونا وقت ....
وصرخ فيه بغضب غليل:
- ماتقوليش ثورة تاني ..انت عارف رأيي فيها كويس قوي .. وشايف بعينك كل اللي بيحصل بسببها ...
نظر إليه ولم يقل شيئا وتذكر كلماتها وهي تضم وجهه بكفيها:
"حياة الميدان شيئ وحياتنا في دنيتنا شيئ تاني خالص يا احمد مش كل الناس عاشو في اليوتوبيا"
(5)
جائته نقرتها على الفيس بوك بعد طول انقطاع كقبلة الحياه في نفس اوشكت على الرحيل فاعادت إليها فتوة الشباب.
- انتِ فينيك طول المدة دي وحشتيني قوي.
- وانت اكتر .. غصب عني اخدو مني الموبايل واللابتوب ومنعونى من الخروج .. انا بكلمك دلوقتي من موبايل بنت عمي .. اللي بتفكر فيه دة يا احمد صعب وخطر قوي.
- عندك حل تاني؟
لم يأته الرد إذ كانت في هذه اللحظة(اوف لاين) وتسلل إليه صوتا كريها يصرخ في وجهها (بتكلمي مين يا داهية الرب).
(6)
في ليلة ممطرة شديدة البرد غاب القمر من السماء ولم يعد في هذا الوجود صوت يعلو فوق صوت الرعد والبرق وحده يعزف عزفا صاخبا منفردا ينصت إليه كل من في الارض .. تمرد عصفورين صغيرين على سجنيهما .. فتحا الباب وقررا أن يحلقا في السماء الواسعة لا يحملان سلاحا سوى حبهما ورغبتهما العاتية في الحرية والحياة.. ويبنما يواصلان سيرهما الحثيث نحو الحلم توقفت الأرض عن الدوران .. سمع صوت طلقات رصاص لا يعرف احدا من اطلقها ولا من اين جائت.. ظهر في هذه اللحظة مجموعة من الناس بينهما امرأتين في الخمسينات أحدهما ترتدي حجاب والاخرى تغطي شعرها بطرحة ويزين صدرها صليبا بدا على وجهه الحزن والغضب وسمعو صوته العاتب والناقم والساخط على الجميع، ضما الصغيرين وسقطت على وجهيهما دموعا لم يعرفا اهي اعتذار ام خوف ام محبة ام احتماء بهم .. ولم يهتما أن يعرفا .. حاولا تفريقهما إلا انهما كانا ملتحمين في بعضيهما كجدر اصيل يحتضن الارض .. في هذه اللحظة ابتسمت عيني الصغيرين عندما لمحا رجلين في ستينات العمر يرتدي كل منهما جلبابا له نفس الشكل واللون إلا أن احدهما له لحيه يضم كل منهما الأخر ويتمتمان بكلمات لم يسمعوهما .. وغابا دون أن يفرق بينهما احد.
احلى هدية ممكن اقدمها لكو في المناسبة دي هي قصة جديدة
منتظر رايكم ولكم كل محبتي وودي
(1)
- بتحبني؟
- لاء.. انتِ عارفة إن الحب كلمة قليلة قوي على اللي بحسه ناحيتك.
- لكن...
يضع يده على فمها ويضمها إليه ويضيئ شعرها الحريري جبينه كقمر بازغ في السماء ليل التمام وتنزل شفتيه على شفتيها كمطر سماوي نزل على ارض جسدها فأنبت فيه الياسمين واعاد إليه النبض والروح.
تبعد نفسها عنه فى في لطف ويقرأ في عينيها ما يثير قلقه:
- إيه في إيه؟
- انا خايفة.
- حتى واحنا في اللحظة دي؟
- انت عارف انا خايفة من إيه.
وكأن الخوف ممزوج بها وتحتاج إلى يد قوية تنتزعه منها:
- قلتلك طول مانتِ معايا ماتخافيش.
- تفتكر ممكن افضل على طول معاك؟
نظر إلى عينيها التى بدت كامراة عجوز جارعليها الدهر ولم يعرف ماذا يقول، وطلت من عينيه هو الآخر نظرة شاردة حائرة لا تعرف اين المصير.
(2)
جلس في حجرته كأسد جريح .. يذهب ويجيء وهو يكاد يحطم كل الأشياء من حوله.. كان صوت شتائم وضربات ابيها واخيها وصرختها الملتاعة التى تبحث عنه تنزل على قلبه كسياط باردة توخزه كوخز المسيح وقت الصلب .. خرج من حجرته كسهم منطلق وصعد إلى شقتها في لمح البصر.. هم أن يدق الباب ولكن يديه توقفت في اللحظة الاخيرة .. صرخ من قلبه صرخات ملتاعة سمعها اهل الثقلين ولكن لم تسمعها هي .. حن الباب عليه وضم دموعه لوقت لم يدرى مقداره ولكنه كان طويلا.. طويلا جدا.
(3)
في ذلك الشارع الشهير ببيع ادوات الكهرباء ذهب إليه.. انتظر حتى رحلت الزبونة .. استجمع كل قوته ليزيل الخوف من داخله وتحدث بلغة هادئة حاول بها استجداء تعاطفه:
- سلام عليكم.
كان اخيها صاحب الثماني والعشرين عاما يقف عند المكتب .. نزع غمد الخنجر الصغير وتقدم به نحوه وكل غضب الدنيا يزأرمن عينيه:
- انت عايز إيه جاي تجرسنا هنا كمان.
إلا أن يد الأب القوية امتدت لتوقفه:
- استنى يا مينا دة ضيفنا وواجب علينا اكرامه .
والتفت إليه وقال بلهجة حاول ان تكون هادئة:
- ايوة يا احمد يا ابني عايز إيه؟
- يا عم خليل انا جاي اطلب ايد بنتك ماريان .. انا مش بس بحبها .. انا ماقدرش اتصور حياتي من غيرها ولو وافقت هكون اسعد انسان في الدنيا ، ولو طلبت القمر مهر هجيبهولك.
- لاء انا مش عايز القمر.. عايز ابوك الشيخ ابراهيم يجي يخطبها معاك...
صمت لحظة ثم اكمل:
- مش هي دي الاصول بردو ولا إيه . تقدر تجيبه يخطبها مني؟
طارت الكلمات من رأسه اصبحت فجاة كبيت مهجور من ملايين السنين .. اقترب الآخر خطوة اخرى نحوه .. مد يده ورفع رأسه وخبط على كتفيه:
- روح يا ابني وبلاش تخلينا نخسر عِشرة العمر بسبب لعب العيال
وكأن الصمت والحيرة اصبحا صديقيه المخلصين.. لم يعرف ماذا يقول فأدار ظهره وابتعد خطوات إلا أن صوت كالبرق سمره مكانه:
- احمد .. مش محتاج اقولك تقطع كل علاقتك بماريان .. اظن مفهوم.
وتابعت نظراته بين حد الخنجر المصوب نحوه ونظرة العين النافرة التي نخرت كفأس حديدي في عظمه .. فأشار برأسه نعم ورحل في صمت .
(4)
واضح انك اتجننت وعقلك شت منك.. عايز تفضحني وسط الناس .. عايزهم يقولو الشيخ ابراهيم ساب كل بنات المسلمين وجوز ابنه لبنت خليل المسيحي .
- يابا انا بحبها ، وبعدين انت طول الوقت بتتكلم في دروسك وخطبك إننا نحسن إليهم وإنهم اهلنا واخوتنا ومافيش مابينا فرق.
- لاء فيه .. وبعدين انت بنفسك قلت نحسن إليهم مش نتجوز منهم.
- فروقات إيه يابا دة واحنا في الثورة كانو هما اللي بيحمونا وقت ....
وصرخ فيه بغضب غليل:
- ماتقوليش ثورة تاني ..انت عارف رأيي فيها كويس قوي .. وشايف بعينك كل اللي بيحصل بسببها ...
نظر إليه ولم يقل شيئا وتذكر كلماتها وهي تضم وجهه بكفيها:
"حياة الميدان شيئ وحياتنا في دنيتنا شيئ تاني خالص يا احمد مش كل الناس عاشو في اليوتوبيا"
(5)
جائته نقرتها على الفيس بوك بعد طول انقطاع كقبلة الحياه في نفس اوشكت على الرحيل فاعادت إليها فتوة الشباب.
- انتِ فينيك طول المدة دي وحشتيني قوي.
- وانت اكتر .. غصب عني اخدو مني الموبايل واللابتوب ومنعونى من الخروج .. انا بكلمك دلوقتي من موبايل بنت عمي .. اللي بتفكر فيه دة يا احمد صعب وخطر قوي.
- عندك حل تاني؟
لم يأته الرد إذ كانت في هذه اللحظة(اوف لاين) وتسلل إليه صوتا كريها يصرخ في وجهها (بتكلمي مين يا داهية الرب).
(6)
في ليلة ممطرة شديدة البرد غاب القمر من السماء ولم يعد في هذا الوجود صوت يعلو فوق صوت الرعد والبرق وحده يعزف عزفا صاخبا منفردا ينصت إليه كل من في الارض .. تمرد عصفورين صغيرين على سجنيهما .. فتحا الباب وقررا أن يحلقا في السماء الواسعة لا يحملان سلاحا سوى حبهما ورغبتهما العاتية في الحرية والحياة.. ويبنما يواصلان سيرهما الحثيث نحو الحلم توقفت الأرض عن الدوران .. سمع صوت طلقات رصاص لا يعرف احدا من اطلقها ولا من اين جائت.. ظهر في هذه اللحظة مجموعة من الناس بينهما امرأتين في الخمسينات أحدهما ترتدي حجاب والاخرى تغطي شعرها بطرحة ويزين صدرها صليبا بدا على وجهه الحزن والغضب وسمعو صوته العاتب والناقم والساخط على الجميع، ضما الصغيرين وسقطت على وجهيهما دموعا لم يعرفا اهي اعتذار ام خوف ام محبة ام احتماء بهم .. ولم يهتما أن يعرفا .. حاولا تفريقهما إلا انهما كانا ملتحمين في بعضيهما كجدر اصيل يحتضن الارض .. في هذه اللحظة ابتسمت عيني الصغيرين عندما لمحا رجلين في ستينات العمر يرتدي كل منهما جلبابا له نفس الشكل واللون إلا أن احدهما له لحيه يضم كل منهما الأخر ويتمتمان بكلمات لم يسمعوهما .. وغابا دون أن يفرق بينهما احد.
9 comments:
اعمل فيك ايه يا مصطفى ؟!!
انتا عاوز ايه ؟!!
عاوز رأيى ؟
طب اقولك ازاى ان كل حرف ف القصة وجعنى
والحكاية كلها .. قتلتنى
زى ما قتلهم حبهم
بس نهايتها اللى عصرت قلبى
فرحتنى
عشان ع الأقل قسوة
اللى حواليهم خلى الرحمة
تيجى من الموت
اللى جمهعم
عشان الدنيا دى بحالها ...
ماساعتهموش
قصة مؤلمة
وتسلم ابداعاتك
أنا بقى صاحبة ماريان !!
ومش عاجبانى القصة
لأن الحب دا مش هايكمل
فاتيما ياجميلة كل سنة وانتي طيبة
انا مبسوط ان القصة لمستك ومبسوط اكتر انك لسة فاكراني وبتيجي تشقري عليا هنا ..رغم اني مقصر معاكي قوي
تسلميلي يا صديقتي الغالية وماتحرمش ابدا منك
____________
ساندي
انا بقي كاتب القصة ومبسوط بزيارتك دي قوي
بس عايزاعرف ايه رأيك في اسلوب الكتابة نفسه ؟
كل سنة وأنت طيب يا ريس وعيد سعيد عليك بإذن الله :)
رأيي (بغض النظر عن موضوع القصة) : نهاية الفقرة الثانية تنفع خاتمة ممتازة ، برعت في وصف الجو العام للقصة - وإن أسهبت قليلا - وكذا مشاعر البطل ، الحوار تقليدي بعض الشيء ! ، الخاتمة (وإن كانت مشوشة قليلا) جميلة تنفع قصة لوحدها !
دام قلمك المبدع
:)
تقبل مروري ورأيي المتواضع وخالص تقديري واحترامي
أخوك / شريف
ميرسى لذوقك يا أستاذ مصطفى
أنا كاندى مش ساندى :)
أسلوب القصة جميل ، أسلوب اللقطات المتقطعة اللى بتكوّن قصة من التجميع ، من غير الاعتماد على أسلوب السرد المتصل.
بس طبعا مافيش عمل أدبى بيتحكم عليه من القالب بس ..
يعنى مثلا لما حضرتك بتقرا قصيدة مش بتحكم على الوزن والقافية وباقى المعايير الأكاديمية
لكن الفكرة بتبقى دى الدهب السايح اللى بيتصب فىا لقلب دا
وهدف أى عمل أدبى فكرته مش أسلوبه
وأنا علقت على الفكرة
لأن أى حد بيكتب هو بيتصرف زى العطر الرقيق جوة اللى بيقرا علشان ينقل الفكرة اللى بتعمل مفعولها
وأنا حاسة أن الصياغة الجميلة ماتشفعش للفكرة ..
تقبل تحياتى
كل عام وانت بخير
على الرغم من المأساة التي تجلت في القصة و الجوع . . . الا انها تجلت بحرفية و روعة الصياغة ...اباع ما شاء الله ^__^
تقبل مروري
Thanks for it .. I hope the new Topic is always
Succès ... S'il vous plaît noter les nouveaux sujets toujours
Post a Comment