لم يصدق احد اهل من بلدتنا ذلك الخبر الذي طالعتنا به وسائل الإعلام فى صباح ذلك اليوم
( ايها الناس ننعي لكم وفاه الزعيم )
لالا كيف يحدث ذلك .. الرئيس الذي ظل يحكمنا أكثر من خمسين عاما حتى أننا طالبنا أن نضع صورته على العلم بعد أن وضعناها على العملة الرسمية . خمسون عاما ونحن نراه يذهب ويجئ ، ويستقبل رؤساء الدول الشقيقة والصديقة ، ويلقى علينا الخطابات فى المناسابات المختلفه ، ويعدنا أن بلادنا ستكون جنه الله فى أرضه . ثم بعد ذلك يخبروننا بوفاته .. إنها بالتأكيد اشاعه مغرضة من قبل أعداء الوطن الذين يكرهون له النجاح والاستقرار . حتى بعد أن رأينا جنازته تخرج فى مشهد مهيب ، ورأينا
ابنه يأخذ عزائه استمر عدم التصديق واعتبرناها لعبه قذره من ذلك الولد العاق الذي أراد أن ينتزع الحكم.
وكيف يموت الزعيم ونحن مازلنا نراه بيننا كل يوم يمارس مهام عمله ، ونقرأ أحاديثه فى الصحف , ونشاهد لقائته فى التلفاز ، ونصفق بشده لخطابته الحماسيه في مناسبات البلاد المختلفه . حتى عندما لعب فريقنا القومي فى نهائي البطوله الدولية رأيناه بيننا فى الملعب يشجع ابنائه بحماس فاق الشباب العشريني . وبعدها سلم عليهم وفي عينه بريق فرحة الأب المحب الفخور بأبنائه واهدى الاعبين الفوز له .. فقد كان تشجيعه العامل المحفز الأكبر فى احراز الفوز . وبعدها عندما خرج علينا ابنه ليعلن لنا – فى منهتى البرود - أن أباه الأن فى الجنه مع المؤمنين الصالحين وأنه هو الحاكم الرسمي للبلاد . تندرنا فيما بيننا على الاخلاق والقيم التى اندثرت وطالبنا ذلك الولد الجاحد أن يعود إلى رشده . بعدها بأسبوع تأكدنا من صدق حدثنا عندما طالعتنا نفس وسائل الإعلام بخبر وفاه الابن ورأينا الرئيس يقف كالجبل الشامخ يأخذ عزائه . وفي ليلتها تأكدنا جميعا من اننا شعب محظوظ وان الله يحبنا لأنه حبانا بزعيم طيب القلب حنونا أذرف دموعا حاره على ذلك الولد الجاحد لدرجه ابكتنا جميعا معه